أحسن الناس كلاما

يبن الله أن أحسن الناس كلاما هو من أتصف بثلاث صفات هامة؛

الصفة الأولى أن يكون مسلما أن يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، مؤمنا معتقدا بالوحدانية والمسلم من سلم الناس من لسانه ويده، وهو معتقد أنه جزء من المسلمين يتأثر لهم وبهم، حريص على الجماعة.

والصفة الثانية أن يعمل بما يقول فلا يكفي أن يكون فقط مؤمنا بل لابد من عمل قال تعالى: (والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات)، إيمان وعمل، وهو بذلك لا يناقض عمله قوله بل يوافقه.

والصفة الثالثة هي أن يقوم بالأمر بالمعروف ولنهي عن المنكر، يدعو إلى الله وهو مهتد في ذاته عاملا للصالحات وقد جمع الله هذه الصفات في الآية الكريمة: ( وَمَنْ أَحْسَنُ قَولا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ).
وقد جاء في تفسير ابن كثير رحمه الله حيث قال : "يقول عز وجل " ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله " أي دعا عباد الله إليه " وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين" أي وهو في نفسه مهتد بما يقوله فنفعه لنفسه ولغيره لازم ومتعد وليس هو من الذين يأمرون بالمعروف ولا يأتونه وينهون عن المنكر ويأتونه بل يأتمر بالخير ويترك الشر ويدعو الخلق إلى الخالق تبارك وتعالى وهذه عامة في كل من دعا إلى خير وهو في نفسه مهتد ورسول الله صلى الله عليه وسلم أولى الناس بذلك".ذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم أكمل البشر وأعلمهم بالله وأخلصهم عبادة وأكثر عملا ودعوة.