كرم الرحمن Moderators
عدد المساهمات : 125 نقاط : 525 السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 28/04/2009
| موضوع: الى كل من واجهته مشكله الثلاثاء فبراير 16, 2010 5:59 pm | |
| في هذا العالم المليء بالمشاكل والإخفاقات في الجوانب الإجتماعية والتربوية والسياسية والإقتصادية والسياسية تذكرت مقولة لبرنارد شو قال ما معناه لو كان محمد بيننا لاستطاع أن يحل مشاكل اليوم وهو يشرب فنجان قهوة. كيف يستطيع رسول الله صلى الله عليه واله وسلم أو إمام أن يواجه التحديات الموجودة في العالم اليوم ويطرح حلول لها. حتما السؤال صعب ولست بصدد الإجابة عنه ولكني اود أن انظر إلى ما يميز النظام الإسلامي عن بقية الأنظمة الأخرى في ايجاد الحلول.
لو نظرنا في منهجية الإسلام (حسب نظري القاصر) سنجد أن الإسلام يتوجه للفرد بشكل أساسي وليس للمشكلة!!! أي أن التركيز يكون على رفع مستوى الفرد وبناءه لكي يصل لمرحلة يستطيع معها أن يواجه المشكلة ويتغلب عليها. بينما في الأنظمة الأخرى نجد العكس أي أن التوجه يكون للمشكلة بغض النظر عن الأفراد ثم تسن القوانين وتفرض على الأفراد. هذان المثالان مختلفان تماما.
مثلا دعونا ننظر لكيفية معالجة الإسلام لقضية الرق ونقارنها بالطرق الأخرى: في التاريخ الحديث عندما أرادت الدول محاربة الرق والتفرقة العنصرية نجد أنها سنت قوانين صارمة مضادة للتفرقة العنصرية ثم حاولت أن تفرض تطبيق هذه القوانين على الأفراد. لذلك نرى في التاريخ المعاصر الصدامات التي حصلت بين الأفراد المؤيدي والمعارضين للحلول مثل قضية معالجة حالة السود في أمريكا. في هذا المثال تم فرض القانون بالقوة ولكن النفوس بقت كما هي لفترة طويلة بقي معها ابناء السود يعيشون على هامش المجتمع في الحواري الخلفية للمدن الكبرى. بينما على الجانب الأخر نجد أن الحل في النظام الإسلامي يركز على الفرد. فعندما عالج الإسلام الرق لم يسن قانون في لحظة واحدة في يوم واحد ويفاجئ به العالم ويمنع الرق. بل على العكس توجه الإسلام للفرد, للإنسان وقام بتعليم هذه الإنسان أنه حر وأن حريته هي جزء من خلقته وهويته. نهض الإٍسلام بالإنسان الذي كان يعاني الرق حتى فهم هذا الإنسان وتشرب مفهوم الحرية وتعلم أنه لا يقل شيئا عن الأخرين. عندها أعطاه الإسلام الأدوات التي تساعده على أخذ حريته بيده لان الحرية لا تعطي من خلال قانون وإنما هي إيمان وعقيدة داخل الإنسان ولا يمكن لاحد أن يعطيها له. كذلك توجه الإسلام للشخص الأخر الذي يستعبد اخيه الإنسان وعلمه أن الملك لله وانه هو أيضا عبدالله وأعطاه الادوات التي تساعده على التخلص من اثار الاستعباد لان القانون لا يغير ما بداخل النفس, وحدها العقيدة والإيمان بالمبادئ والحرية تطهر الإنسان من الإستعباد.
لذلك توجه الإنسان لطرفي النزاع, المستعبد والعبد ورفع كل منهما إلى المرحلة التي يستطيعون معها فهم معنى الحرية. لذلك اختفى الرق من دون أي قانون أو نزاع, اختفى عندما أدرك الإنسان أنه لا يستطيع أن يستعبد احدا وأيضا أنه حر وحريته جزء من هويته
وهكذا نحن اليوم بحاجة لحلول تعالج المسائل الإجتماعية والإخلاقية والإقتصادية ليس من خلال سن قوانين وانما من خلال بناء الإنسان نفس الشيء ينطبق على مشاكلنا الأسرية
محمد خالد | |
|