كم تبلغ المسافة بين الأرض والغيوم؟ المسافة قد تصل إلى 12 كليومتر، تخيل أن ذنوبك على امتداد 12 كليومتر هل تتوقع أن الله سيغفرها؟ وما ثمن أن يغفرها الله لك هل صلاة مستمرة، أو صيام غير منقطع ، أو زكاة كثيرة ، أو حج كل عام؟ أو ... أو... يقول ربنا في الحديث القدسي عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "قال الله تبارك وتعالى يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي..." أي بمجرد دعائك ورجاءك فإن الله سيغفرها لك ولا يبالي! ولو فسرنا ( عنان السماء ) بغير الغيوم، كشيء متعلق بالسماء ذاتها فإنه يصعب لأي أحد أن يقيس المسافة بين الأرض والسماء أو أمر متعلق بالسماء!
هذا القياس فوق التصور، وحتى نقرب الصورة نقول أن هناك عدة مجرات ومجموعات كونية، منها مجموعتنا الشمسية التي تتكون من عدة كواكب والمسافة بين الأرض إلى الشمس - وهي أقرب النجوم إلى الأرض- تقدر بنحو 150 مليون كيلومتر؛ أي لو كان لدينا سيارة تسير بسرعة 200 كيلومتر في الساعة بشكل متواصل لوصلنا إلى الشمس بعد 60 سنة!
ثم يقدم ربنا منحة أخرى عظيمة للتائبين فيقول: "يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة " الحديث صحيح في صحيح الترمذي. فما هو قراب الأرض؟ قراب الأرض يعني بكل بساطة حجم الأرض الذي يساوي بليون كليومتر مكعب (البليون واحد أمامه 12 صفر) ويمكن تخيل هذا الحجم بأفتراض أن أرضا طولها 10 آلاف كيلومتر وعرضها كذلك وارتفاعها كذلك فإن هذا الصندوق الكبير يعادل حجم ارض! فلو ملأت الأرض بهذه الذنوب ثم جئت إلى الله لا تشرك بي شيئا فإنه يستبدل ذنوبك بمغفرة تعادلها!
أيوجد رحمة أوسع من هذه من الرحمن الرحيم الغفور لعبده الموحد,
فاللهم لك الحمد